-A +A
«عكاظ» (النشر الإلكتروني)

ظهرت حاجة ملحة لابتكار أدوية جديدة لعلاج مرض السل؛ لأن العصيات المسببة للمرض الخطير التي وصفها العالم هنري كوخ أصبحت تدريجيا تقاوم المضادات الحيوية المستخدمة في علاج المرض، فيغدو أصعب سنة بعد أخرى، ما جعله يشكل مشكلة اجتماعية كبيرة أمام العلوم الطبية.

واتضح أخيراً أن الطبيعة هي مصدر مستمر للمواد البيولوجية، إذ أظهرت نتائج التحليلات الكيميائية التي أجراها علماء معهد البحوث الطبية التابع لجامعة سدني الأسترالية على 1500 إسفنجة بحرية تعيش في السواحل الأسترالية، أن أحد أنواع الإسفنج Tedania ينتج مركبا عضويا معروفا للعلماء باسم «bengamide B».

ووفقا لموقع «روسيا اليوم» نقلا عن «فيستي.رو»، فإن العلماء اكتشفوا هذا المركب عام 1986 في مستخلص إسفنج آخر، وتم استخدامه ضد الديدان الطفيلية بنجاح، وبينت نتائج الدراسات والبحوث الأخيرة، أن هذا المركب فعال جدا في مكافحة عصيات السل، ويكبح ليس فقط تكاثر العصيات المسببة للمرض، بل وأيضا السلالات المقاومة للمضادات الحيوية، كما اتضح أنه غير سام لخلايا الجسم السليمة، بخلاف العديد من الأدوية المستخدمة في علاج السل.

ويضيف الموقع قول كبيرة الباحثين ديانا كوان «هذا الاكتشاف مثير للغاية. يمتاز المركب bengamide B بإمكانات كبيرة وقد يصبح مكونا أساسيا في الأدوية المستخدمة في علاج مرض السل».

يذكر أن مرض السل يصيب أكثر من 10 ملايين شخص سنوياً، بسبب عصيات كوخ، التي تقتل مليوني شخص سنويا وتعد فتاكة أكثر من أي مرض آخر، إذ إن نحو ثلث المرضى لا يراجعون المستشفيات للحصول على العلاج اللازم، ما ينقل العدوى إلى الأشخاص المحيطين بهم، وهذا أمر طبيعي، لأن الناس تعتبر أعراض المرض الخطير عادة هي علامات التعب المتراكم (الضعف وفقدان الشهية)، أو بسبب البرد (السعال المستمر مع البلغم).